تأملات التأمل..

نوفمبر 28, 2020

 

في فقرة الخميس الأسبوعية أبهرنا فريق العمليات بجلسة خاصة للتأمل، كانت فيما بعد موضوعاً للنقاش واستلهمنا من هذه النقاشات موضوع تدوينتنا..

نناقش التأمل كفكرة مُجردة وبعيدة عن صورتها النمطية والمُعتادة في كونها طريقة للاسترخاء والهدوء..

نتسائل في البداية هل التأمل فعل إرداي؟ أم إنه سلوك يحدث تلقائيًا من دون شعور منّا؟
وهل التأمل يكون فِكرة أم أنه التفكير بحد ذاته؟

ما الذي نريد بلوغه بالتأمل، الوصول إلى حقيقة الأشياء أم التصالح معها؟
فمثلاً إذا تأملت السماء هل تتأملها لتدرك كم هي بعيدة وحادة الزرقة وشاسِعة؟ أم لأنك تراها جميلة وألوانها تجلب لنفسك الراحة؟
وإذا كان وصفنا للتأمل بأنه هادىء وعميق وجالب للراحة والاسترخاء ألا يعتمد ذلك على نوعية الأشياء التي نتأملها؟
فالذي يتأمل في الطبيعة والوجود ليس كمن يتأمل في أحواله وذاته.. غير أن التأمل بطبيعته يختلف من إنسان إلى آخر فلا تستطيع أن تقول بالمجمل أن صوت المطر هو صوت مريح وهادىء فالبعض يثير فيه المطر شعوراً بالحزن ويجدها فرصة لمشاركة السماء بكاءها وآخرون يجدونه منظراً مثالياً للتأمل ومشاهدة القطرات في سقوطها الراقص!
وللناس في ذلك مذاهب وأحوال لا نفهمها كثيراً

كنا نتسائل هل يستطيع التأمل أن ينقلنا لمرحلة السكون الخالية من الأفكار؟
فلو كنت تهرب من الفوضى في أفكارك اليومية لتتأمل في جمال الأشجار في حديقة الحي أو بالتفكير بشعور رمال الشاطىء وهي تداعب قدميك أو بمكان في عالمٍ آخر من صُنع خيالاتك، إذاً فأنت في الحقيقة لازلت أسيراً لفكرة ما في عقلك ولم تصِل حتى الآن لنقطة اللاتفكير!
المرحلة الرمادية، التي لا تتقافز فيها الأفكار ولا الخيالات ولا رسومات عليها ولا ألوان ولا تسمع فيها أصواتاً أو ضجيجاً من أي نوع.. لاشيء سوى الفراغ والسكون فقط!
هل يستطيع عقل الإنسان الوصول إلى مرحلة كهذه؟
يكون فيها الهرب من الأشياء هروباً بالمعنى الحقيقي وليس الهروب من فكرة إلى أخرى أكثر جمالاً في عقله
أم أن مرحلةً كهذه تُعطل عقل الإنسان وتفقده الميزة الأساسية له وهي التفكير، فإذا تجردت منه تجرد من إنسانيته وكونه كائن حي عليه أن يشعر ويُحس ويفكر..

لقد كان تأمل الإنسان عميقاً في كل الأفكار حتى إنه يتأمل ويدرس ماهي الخطرات التي من الممكن أن تمر في بال أحدهم قبيل لحظات من موته!
وتأمل حتى وصلت تأملاته إلى مراقبة المستقبل وتصويره

، إذاً لا مفر للإنسان من تأملٍ بلا أفكار

الإنسان بحاجة للتأمل ليخلق المعنى في الأشياء، وبحاجة لأن يستفيض في الأفكار حتى لا تنتهي
وربما هو بحاجة إلى بناء عالمه الخاص ربما لن يهرب من أفكاره في الحقيقة لكنها على الأقل أفكار يستريحُ إليها لتعطيه شعوراً بالتحكم والنفاذ إلى مكان ما في زحمة أيامه..

التفكير بمثل هذه الفكرة وقراءة مثل هذه التدوينة يُعد تأملاً كذلك..

 

روابط المنتجات

 

 

 

التعليقات مغلقة.